السيد زمن المحنّة صاحب السمو / المؤسس و المدير
التحصيل الدراسي : تربية رياضية الوظيفة : اعلامي الهواية : رياضة عدد الرسائل : 306 العمر : 44 الموقع : https://iraqson.ahlamontada.net/ نقاط : 592 تاريخ التسجيل : 08/04/2008
| موضوع: المرأة بعد فجر الاسلام الجمعة يوليو 10, 2009 7:39 am | |
| بعد ان اشرقت الدنيا بنور الاسلام وانفجر نوره يبدد ديجور الظلام ، نالت المراة قسطها الوافر من الحرية والكرامة والعزة ، واصبحت مكملا للنوع الانسانى ، كالرجل ، وانهما جزء ان يكمل الواحد منهما الاخره ومتساويان في الحقوق والواجبات ، حتى اضحت المراة ريحانة لا قهرمانة . فلقد جعل الاسلام للمراة حقوقها واشركها كعضو كامل في المجتمع البشري وانقذها من الاسر ، وجعل لها حرية الارادة والعمل وحقا في الميراث ، فهى ترث من ابيها وامها واخيها وبعلها وعمها و خالها ، وجعل لعملها احتراما وقيمة ذاتية ، ولها الحق من ابداء رايها والمطالبة بحقوقها ، ولا يحق للرجل ان يستعبدها او يذلها او يتجاوز على حقوقها وشخصيتها . ولقد اكد الاسلام الحنيف ذلك حتى ورد عن رسول الانسانية محمد (صلى الله عليه واله) : ما اكرم المراة الا كريم وما اهانها الا لئيم . وجعل الميزان في التفاضل بين الرجل والمراة التقوى . وان امراة تقية لهي خير الف مرة من رجل بدون تقوى . اما موضوع الزواج فللمراة ان تتزوج ممن تشاء ولا يجوز لاي كان اكراهها واجبارها على الزواج ممن لا ترضاه . فقد كان في الجاهلية في اول من اسلموا قبائل اذا مات حميم الرجل وله امراة ، القى الرجل ثوبه عليها، فورث نكاحها في صداق حميمه الذي اصدقها ، فكان يرث نكاحها كما يرث ماله فلما مات ابوقيس بن الاسلب القى محصن بن ابى القيس ثوبه على امراة ابيه وهى كبيشة بنت معمر بن معبد فورث نكاحها ثم تركها لا يدخل بها ولا ينفق عليها ، فاتت رسول الله (صلى الله عليه واله) فقالت : يا رسول الله مات ابوقيس بن الاسلب فورث ابنه محصن نكاحي ، فلا يدخل علي ولا ينفق علي ولا يخلي سبيلي ، فالحق باهلي ، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ارجعى الى بيتك فان يحدث الله في امرك شيئا علمتك به ، فنزل قوله تعالى : ولا تنكحوا ما نكح اباؤكم من النساء الا ما قد سلف انه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا . ( النساء ، 22) . فلحقت باهلها وكانت نساء في المدينة قد ورث نكاحهن ، كما ورث نكاح كبيشة غير انه ورثهن من الابناء فانزل الله تعالى قوله : يا ايها الذين امنوا لا يحل ان ترثوا النساء كرها . ( النساء ، 19) . فالمراة في معيار الاسلام هي السيدة الكاملة والصانعة للجيل والمسؤولة عن تربيته ورعايته بل هي السيدة المحترمة التي جعل الله الجنة تحت اقدامها . وقد بنى الاسلام الحياة بين المراة والرجل على اساس رائع قائم المودة والحب ورعاها رعاية خاصة ومتوازنة ، حيث ابدع الله تعالى خلقه على احسن صورة ((وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ)) ( غافر ، 64) . ((لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)).( التين ، 4). فكان ذلك الرجل وتلك المراة بما هما فيه بمستوى رائع من الاناقة والرشاقة والابداع والقوام والجمال ، فالرجل بقوته وخشونته والمراة برقتها ونعومتها وهو بعزمه وهي بجمالها وسحرها وكل فيه صفة جمالية وابداع . حيث ان القوة لا بد لها من الرقة والدلال . والدلال والرقة بحاجة الى الخشونة والقوة . والنعومة والجمال لا محيص لهما من الصلابة , والقوة والصلابة لا مفر لهما من السحر والاغراء , والسحر والارادة لا بد لهما من العزم والارادة وفلولا الارادة العزم لاخذ الاغراء والسمو ماخذه ، وقضى الامر ولولاهما لطغت الارادة علوا كبيرا ., وقد اكد النبى تكريم المراة قائلا : ان الله تعالى يوصيكم بالنساء خيرا ، فانهن امهاتكم وبناتكم وخالاتكم . ,ولم يميز الاسلام الحنيف بين الانثى والذكر في الحفاوة والوصاية ، فعن ابن عباس : ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال : من كانت له انثى ، فلم يئدها ولم يهنها ولم يوثر ولده الذكور عليها ادخله الله الجنة . ولقد اهتم الاسلام بالمراة اهتماما بالغا ، فاكد تعليمها ، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه واله) :طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة وساوى الاسلام بين الرجل والمراة في مجال العمل والوفاء دون ان يجعل تفاوتا بين الجنسين ، قال تعالى : من عمل صالحا من ذكراو انثى وهو مومن فلنحيينهم حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعلمون . فانهما متساويان من حيث تعلق الارادة ، فيما تحتاج البنية الانسانية كالاكل او الشرب وغيرهما من لوازم البقاء ، وقد قال تعالى : بعضكم من بعض ( ال عمران ، 195).
فلها ان تستقل بالارادة ، ولها ان تستقل بالعمل وتمتلك نتاجها كما للرجل ذلك من غير فرق ( لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ) فهما سواء فيما يراه الاسلام، ويحقه القران ( ويحق الله الحق بكلماته ) غير انه قرر فيها خصلتين : ميزها بهما الصنع الالهي من انها بمنزلة الحرث في تكون النوع ونمائه ، قال تعالى : ((نساوكم حرث لكم)) ، فعليها يعتمد النوع في بقائه والثاني ان وجودها يعتمد على لطافة البنية ورقة الشعور ولذلك تاثير في احوالها والوظائف الاجتماعية المخولة لها . واما الاحكام المشتركة والمختصة فهي تشارك الرجل في جميع الاحكام العبادية والحقوق الاجتماعية فلها ان تستقل فيما يستقل الرجل من غير فرق في ارث ولا كسب ولا معاملة ولا تعليم وتعلم ولا افتناء حق ولا دفاع عن حق وغير ذلك الا في موارد تقتضي طباعها فلها ان تستقل بالارادة ، ولها ان تستقل بالعمل وتمتلك نتاجها كما للرجل ذلك من غير فرق ( لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ). ((ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلكم لايات لقوم يتفكرون)) ( الروم ، 21). ((والله جعل لكم من انفسكم ازواجا وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات)) ( النحل ، 72). ((يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء)) ( النساء ، 1). ((ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مومن فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا)) ( النساء ، 124). ((من عمل صالحا من ذكر اوانثى وهو مومن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون)) ( النحل ، 97) . ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمومنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات ((والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله وكثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما)) ( الاحزاب ، 35). من عمل سيئة فلا يجزى الا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مومن فاولئك يدخلون الجنة ويرزقون فيها بغير حساب ، ( غافر ، 40). ((واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمة ان الله كان لطيفا خبيرا)) ( احزاب ، 34). ((لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً)) ( نساء ، 7). يا ايها الذين امنوا لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما اتيتموهن الا ان ياتين بفاحشة مبينة ( النساء ، 19). ... فامساك بمعروف او تسريح باحسان ( بقره ، 299). يستعرض لنا القران الكريم من خلال هذه الايات البينات صورا مشرقة تحكي اهتمام الاسلام البالغ بالمراة وانها على حد سواء بدرجة الرجل وتحاسب كما يحاسب ، فكما ان الرجل يكون من الصالحين فكذلك بامكان المراة ان تكون كذلك وكل عمل يقوم به الرجل يمكنها ان تقوم باعمال تقربها الى الله تعالى ومما يلا حظ من خلال هذه الايات ان الله تعالى لم يفرق في الخطاب بينها وبين الجنس الاخر وهنالك اشارات لطيفة نبه عليها القران الكريم بخصوص الرجل والمراة ، و هذا مما يدل على عظيم التكريم الذي حصلت عليه المراة في ظل القران الكريم والاسلام الحنيف ، حيث ان الله تعالى من اياته العظيمة ان خلق المراة والرجل من نفس واحدة ، وجعل بينهما المودة والرحمة والسكينة لتستقر بذلك العائلة وتهدا ، وتكون حياتها مطمئنة وناجحة في مسيرها الحياتى لتأتي الثمرة من البنين والحفدة وما تحيط بهم من طيبات الرزق فتوجد بذلك الشعوب والقبائل ويحصل التعارف بينهم ويتجلى هذا التكريم للمراة فيما قرره من تشريعات . اولا: قرر الاسلام سبحانه وتعالى مساواة الرجل بالمراة في الانسانية ( في حقوق الانسان للرجل والمراة معا ) وانها مغرس للنوع الانساني ، وانها بمقتضى ذلك تستحق كل اكبار واحترام ، قال تعالى : والله جعل لكم من انفسكم ازواجا وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة . فان الله سبحانه وتعالى خلق المراة من جنس الرجل ، فهي ليست غريبة عنه ، وجعل للرجال البنين والحفدة ، وبذلك تكون مشاركة للرجل في بناء حياة الاسرة التي تحمل اسمه وترفع ذكره وتبقى اثره ، حتى ورد عن الرسول الاعظم : انما النساء شقائق الرجال .واذا كانت المراة شقيقة الرجل ومساوية له في الطبيعة الانسانية ، فان لها من الحقوق مثل ماله منها ، كحق التملك ، وحق الارث وحرية التعاقد والتصرف بالمال في البيع والشراء ، والهبة ، وحق اختيار زوجها ، وانها لن تكره على زواج لو كان المكره اباها . ثانيا : ان المراة اذا كانت مساوية للرجل في الانسانية ، فهي بذلك مساوية له في تكليف الايمان والعمل الصالح لتهذيب نفسها ولتبليغ الكمال الذي اعده الله للمؤمنين العاملين ، ولتكون اقدر على الاسهام بعقلها وقلبها في ترقية الحياة واعلانها . ثالثا : ان باب الرقي الروحي مفتوح امامها وانها تستطيع ان تنال من ذلك مثل ما ينال الرجل ، وهذا يعنى المساواة في الكلمات النفسية ، وفي الطهارات الروحية وبهذا يندحض الراى القائل بان المراة روح شريرة ، وقد اورد القران في ذلك مكالمة الملائكة للسيدة العذراء مريم (عليها السلام) واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على النساء العالمين ، يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين .( ال عمران ، 42و43). رابعا: قد قرر الاسلام ان من حق الزوجة على زوجها ان يعلمها اذا لم تكن متعلمة وهو يعني المساواة في حق التعليم ، ما يجب عليها علمه ، فان لم يعلمها ، وجب عليها ان تتعلم لان ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) ، فاذا كان العلم بهذه الامر فالمراة والرجل فيه سواء لانها مكلفة مثل الرجل من جهة ولحاجتها الى استكمال شخصيتها من جهة اخرى ، وكل ما فرضه الله على الرجل ، فهو مفروض على المراة ، الا في بعض الامور الخاصة بالنساء ومن اهم الامور التى ينبغى ان تتعلمها كيفية تدبير منزلها وتربية اولادها ، لتجعل من بيتها جنة ومن اولادها ابناء ورودا نافعين لاسرهم واوطانهم . ومن الصور الرائعة التى ساوى بها القران بين الرجل والمراة ، قوله تعالى : المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويوتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله .( التوبه ، 71). فان الله سبحانه وتعالى ، قد جعل المؤمن و المومنة على حد سواء في التكريم وتحقيق مفهوم المساواة بينهما لا سيما في اداء وظيفة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والقران الكريم لم يخص الرجل دون المراة في اداء هذا الواجب ، بل جعل كلا منهما على قدم المساواة في الوظيفة الشرعية والاجتماعية | |
|