السيد زمن المحنّة صاحب السمو / المؤسس و المدير
التحصيل الدراسي : تربية رياضية الوظيفة : اعلامي الهواية : رياضة عدد الرسائل : 306 العمر : 44 الموقع : https://iraqson.ahlamontada.net/ نقاط : 592 تاريخ التسجيل : 08/04/2008
| موضوع: قراءة قرآنية لتجربة السامري الجمعة يوليو 10, 2009 1:17 pm | |
| بين ثقافة النهوض ودعوات الانتكاسة بون شاسع، من حيث أن الأولى يكون همها البناء والحركة واستثمار الكفاءات أو صناعتها من جديد، بينما الثانية مصبها بالنتيجة إلى العودة إلى الوراء.
هذا بالضبط ما يمكن لنا عنونته من مراجعة مسار حركة بني إسرائيل، ولكي يتسنى لنا قراءة هذه المقاطع التاريخية نطل عليها بإيجاز شديد.
العنصر الأول: زمن النهوض
مجتمع كان يخيم عليه الخوف والفرقة... مثل هذا المجتمع يحتاج إلى الوحدة واجتماع الطاقات والقدرات، وهذا إنما يكون تحت إشراف القيادة، ولذا جاء قوله تعالى آمرا موسى وهارون بالتصدي (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين) (يونس 87)، وقد ورد في تفسير هذه الأوامر الإلهية أن المراد من القبلة هنا الصلاة في البيوت بسبب الخوف وجعل البيوت متقابلة مع بعضها البعض، لكن بعض المفسرين أشار إلى أن المراد من ذلك شيء آخر وهو التلاقي من أجل التوجيه والإرشاد والتخطيط.
فقد قال المرجع الراحل آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي (رحمه الله) في تفسيره لعل هذين الأمرين باتخاذ البيوت بتلك الكيفية وإقامة الصلاة أن الأولى التكتل في محل واحد بعضهم قبال بعض فلا يكونوا منتشرين هنا وهناك، وذلك التكتيل والتنظيم مهم جدا في تلون الأفراد بلون واحد ولنشر الأخبار وتنفيذ الأوامر.
ولاشك هنا أن المراد من القبلة هو القيادة، ومن ثم يراد منها أن تصب الجهود كلها في بوتقة واحدة. ذكرنا هذا العنصر من باب المقدمة، إذ ليس هو مصب حديثنا.وكانت غاية هذه المرحلة الزمنية قد انتهت بانتصار كليم الله موسى وأتباعه على فرعون وجنوده.
العنصر الثاني:- انتكاسة السامري
حين يحدثنا القرآن الحكيم عن حال المجتمع الإسرائيلي بعد الانتصار، يحول أنظارنا مباشرة إلى الانتكاسة، وهنا لابد من القول أن بعض الأمم أو المصلحين سواء قبل وصولهم إلى أهدافهم أو بعد الوصول ، يسعون إلى بدء مرحلة يمكن أن نسميها (المراجعات) وللأسف فإنها تتحول عند بعضهم إلى محاكمات.
بالطبع نحن نؤكد على أننا في شديد الحاجة إلى مراجعات ثقافية، خصوصا وأن العناوين الثقافية لها ما يشبه التماس ببعض الظروف الزمنية، وهذا أمر لا إشكال فيه بل هو مطلوب بشدة من أجل مواءمة بين الواقع والحاجة، ولهذا أيضا رأينا اختلافا في طبيعة الخطاب القرآني بين مدنيّه ومكية ضمن هذا السياق، لكن أن يتحول الأمر إلى محاكمة لكل المكاسب والإنجازات فهذا ليس صحيحا مطلقا.
إن ما حدث من انتكاسة بقيادة السامري يمكن تعداده بما يلي:
أولا:- تأثير المسبقات الفكرية والعقائدية
إذ لم تكن هذه المرة الأولى التي يزل فيها بنوا إسرائيل فقد حدثنا القرآن لما خرج بنو إسرائيل من مصر حيث تراءت أمام أعينهم مجموعة من عبدة الأصنام (قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون) كان هذا عبارة عن الاختبار الأول لبني إسرائيل، والسياق القرآني يعزو هذا التراجع العقائدي إلى الجهل بالعقيدة.
لكن الأمر لم يبق إلى هذا الحد، وإنما تغلغلت هذه الأفكار في ذهن اقرب الناس إلى الكليم موسى، ألا وهو السامري، والسامري هذا هو من علماء بني إسرائيل من قبيلة يقال لها السامرة، وكان يعبد البقر قبل موسى، وهو من القيادات الذين خلفهم موسى على بني إسرائيل عند ساحل البحر، وهنا إشارة إلى أن الكل معرض لمثل هذه الاهتزازات الثقافية، فليس أحد يمتلك حصانة يدعي أنه لا يمكن أن ينزلق في أشباه هذه المزالق.
ثانيا:- التلبيس والملبسون
إن أمثال هذه الأفكار الرجعية المطالبة بالعودة إلى ما قبل الإصلاح، لا تطفو على سطح المجتمع على حين غفلة، بقدر ما يتبين لنا كلمات القرآن الحكيم وجود من يغذي مثل هذا الاتجاه، وفي الحقيقة هنالك تلبيس وهنالك أيضا ملبسون، ولا فصل بينهما، يقول المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي في تفسيره (من هدى القرآن) "يبدو أن السامري كان منافقا يتحين الفرص وكانت مجموعة من الانتهازيين وضعفاء النفوس تلتف من حوله، وما إن تأخر موسى ظنوا أن الوفاة أدركته، وأشاع السامري فيهم أن موسى قد مات وصنع لهم العجل كرمز للسلطة، وأمرهم بعبادته مستغلا حب بني إسرائيل للذهب وللرواسب الشركية عندهم" من هنا كان لزاما علينا توخي الحيطة والحذر من ثقافة التلبيس والتشكيك، وإنما يمكن لنا ذلك بالحفاظ على الثوابت والكليات وهنا لا يمكن التعلل بعدم وجود الثوابت والقواعد الكبرى، فهذه الأركان إن صح تسميتها موجودة في قواميس المصلحين، وهل يعقل القول مثلا كما في بني إسرائيل أن مسألة الإيمان بالله والدعوة إلى عبادة العجل يمكن النقاش فيها؟! .
وهذا يعني لنا أن المساس بهذه الأركان والقواعد خط أحمر، نعم التجديد في الأساليب وفي طبيعة الخطاب، وفي ما يقال لأي زمن هو. كل ذلك يمكن بسط الحديث فيه من دون مراعاة لأقوال المتزمتين الذين يريدون إبقاء ما كان على ما كان.
ثالثا:ـ محاولة السعي من أجل تحصين المجتمع ثقافيا وعقائديا
حتى لا ينساقوا خلف كل حامل دعوة وداعي إلى كل شعار، وفي الحقيقة نحن لا نعيش في عالم لوحدنا نتحكم فيه بثقافة الأتباع والأنصار، وإنما عالم تتجاذبه العديد من التيارات والقوى الفكرية والثقافية ولاشك أن هذه القوى تستخدم أساليب متنوعة من التلبيس والتدليس، لذا كان لزاما علينا أن نقوي جبهتنا الداخلية من حيث الثبات على المنهج والعقيدة، والمتأمل في سريان التضليل السامري يتعجب من اتساع مساحته، إذ كما تذكر الروايات التاريخية أن عدد بني إسرائيل كان يقرب من 600000 نسمة، من بقي منهم على عهد موسى والإيمان بالله 12000 أي أن نسبة المتأثرين بتضليلات السامري حوالي 90%. إنها حقا نسبة تذهل العقل، لكن القرآن أشار إليها أيضا حين قال (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) .
للكاتب خالد الفواز .
اقول ان المستفاد من المقال ان على المؤمن معرفه قدوته الحقيقي في انارة طريقة في الظلمات وان لا يسير على تخبط واتباع الهوى واهم تلك القضايا هي معرفة الامام المهدي عجل الله فرجه وعدم الانجرار وراء الدعوات الضاله | |
|