رسالة للمالكي بمناسبة زيارته للولايات المتحدة الامريكية هل سيقرؤها؟
كتابات - د.عبد الجبار العبيدي
بداية القول نقول لكم بلا قرابة او تقريب:أهلا بكم في امريكا دولة العظماء والمخلصين،الدولة التي بناها الرجال الذين آمنوا بالله والوطن والشعب والقانون وحقوق الناس دون تفريق. نسأل الله القدير ان يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى وان يبارك جهود المخلصين لخير الوطن والمواطيين بعد ان دمرنا التغيير.
لا ندري ماذا في حقيبتكم من أفكار تريدون نقلها للقادة الكبار الاخرين،ولا ندري ماذا في حقائبهم التي اعدها كبار المستشارين ،فهم لا يجتمعون الا وقد اعدوا العدة وهيأوا جوابا لكل سؤال صعب كبير،فهل ستجلب معك من المستشارين ما يمكنك من ان ترد على كل سؤال صعب كبير؟ نرجوك ان تعتمد على المخلصين النابهين ،لا على من تعودنا عليهم من التقليديين.
حين وصولكم لواشنطن ستواجه عاصفة من المعارضين الذين تضرروا من موظفيك الطامعين،وستواجه عاصفة من القيادات التي اعدت لكم كل جديد.وحتى تنجح بالذي من اجله جئت ،عليك ان تكون قويا رابط الجأش ،مستمعاً جيدا ،واجاباتك عل قدر الاسئلة دون عواطف،فالمجتمع والحكومة هنا لا تأخذ بالعواطف كما تعودنا عليه في وطن العراقيين. فخير الكلام ما قل ودل. فالاعداء يحيطون بالعراق من كل جانب يريدون الهفوات ليدخلوا اليها كمخربين.
لابد لك السيد الرئيس من ان تقول لاوبما العظيم، في اول لقاء معه، ولو على سبيل المجاملة لا القصد : ان التغيير في العراق أصاب خيره الكثيرين، لكن شره اصاب الاكثر من المواطنين رغم تغير الحال ورفاهية المواطنين. نعم تخلص المواطن من دكتاتورية الفرد الواحد والتحكم بالمواطنين ،لكن المواطن تضرر كثيرا من قوانين بريمر التي فرضها على العراقيين،وجعلها قانونا في دستورهم ،ليجعلهم اسرى الاختلاف والمختلفين. فهي اول كرة قوية ترميها في هدف المقابلين.
نريدك ان تقول لاوباما الكبير، نحن جئنا هنا من اجل الصداقة القوية معكم ومن اجل العراقيين،فلتكن لنا بداية محرقة لتكون لدينا نهاية مشرقة ،اي من كان مجتهداً وحريصاً على النجاح في بداية مشواره العملي كان في النهاية ناجحاً موفقا بأذن الله.
نحن العراقيون هنا في امريكا نقول لك يا دولة رئيس الوزراء المحترم ،عليك ان تصغي لنا فنحن قد اشتركنا في الانتخابات واعطينا اصواتنا لكم وانتم استبدلتم رغباتنا بالاخرين الذين لا نؤمن بتمثيلهم لنا في المجلس المنتخب للعراقيين،لان الانتخاب على القائمة كان خروجاً كبيراً على القانون أقترف بحق المواطنين خدمة للمنتفعين والمستفيدين ،فلا تكن مناصراً لها حتى لا تخسر المواطنين. وابتعد عن أئتلاف المؤتلفين من اجل مصالحهم لا مصالح الوطن والمواطنين.
أعتمد دولة القانون التي ناديت بها وحصلت على استقرار الامن نسبيا واصوات المواطنين في انتخابات المحافظات، فلا تفرط بالذي حصل ولا تهادن الاخرين ،حتى لو خسرت الانتخابات ،فالتاريخ الابيض احسن لك من المدلسين الذين باعوا الله والقسم والوطن والمواطنين،وهم الان يتحسرون نادمين على فعالهم امام المواطنين. والا ما مدوا ايديهم اليكم يتوسلون بالمنقذين، فلا تتعاون الا مع المخلصين كل المخلصين لله والشعب الامين.
ان من يريد ان يكون قائداً لدولته ان لا يعتمد على الاعلام والمنافقين،لكن عليه ان يعتمد على العلماءو الاخلاص والوفاء للقانون وعدالة المواطنين،وان يعمل لتوفير كل الخدمات والامن للمواطنين،وأنتم لا زلتم فيها من المقصرين ،وان يقود الدولة نحو العلا بعزم واتقان واخلاص ومحبة المحبين .لقد أحتضنكم العراق واصبحتم بنعمته اخواناً مكرمين بعد ان كنتم آذلة عند الاخرين ،فالذكرى تنفع المؤمنين،وتلك نعمة من الله القدير،فلا تنسوا الماضي حتى لا ينساكم الوطن ورب العالمين.
نريد منك ان تعلن أئتلافاً لدولة القانون حقاً وحقيقة ،فلا تعتمد على المَصلحَيين،مرتكزاً على الكفاءات العراقية المخلصة من الوطنين فهم سفينة النجاح التي لا تغرق ابداً مهما اشتدت الرياح ومؤامرات الخائبين. هذا التوجه الصحيح سيفتح لك افاقاً جديدة لنصرة الوطن والمواطنين،وستمضي نحو الامام بثقة الواثق واخلاص المخلصين لتنفيذ المسئوليات الجسام التي يحتاجها الوطن المبعثر اليوم من قبل الاخرين. ففي الداخل والخارج الكثيرين ممن يريدون التدمير.
نريد منك أئتلافاً لدولة القانون حقاً وحقيقة ،لتنفيذ القوانين بلا أنتقائية أو تقنين كما يحصل اليوم في بعض القوانين ويقف القانونرقم 24 لسنة 2005 في مقدمة القوانين. وان تساوي بين الجميع عن طريق اللجان المتخصصةالعادلة في التطبيق والمتابعة والتنفيذ من اجل حقوق كل العراقيين.لا بعض العراقيين.
نريد منك ان تقول للسيد الرئيس آوباما الفهيم:ان العراق للعراقيين وليس للانتهازين والمعتدين والسارقين ارضنا وماؤنا ونفطنا والمتمسكين بالبند السابع لبيقوننا مهملين ،فان جرائم السابقين نحن لسنا من المسئولين عليها وهم كانوا من المشاركين ،لتثبت ان شخصية العراقي ووطنيته ليست دون الاخرين.
نريد منك ان تقول لآوباما العليم، نحن نريد لانفسنا ان نكون مركز علم لا مركز دعوة للمدعين،والمتفيهقين،فلا حزبية ولا أحادية فكرية ولا وعظ وارشاد ،بل تجربة نافعة وتطبيق. فلا سلطة فوق سلطة العقل والقانون،وحق المواطن في الحقوق والواجبات والبحث العلمي والجدل وحرية التعبير.
نريد منك ان تقول لآوباما الحاذق النظر البعيد، اننا نؤمن بحق المرأة مثل الرجل وقد حققت شريعتنا الاسلامية لها الكثير، فنحن لها وهي لنا ،فلا فرق بين رجل وأمراة في رأي وحضارة العراقيين،لكن الذي أصاب المرأة في بداية التغيير كان من عمل المتخلفين .نحن لسنا كالبدو الرحل الجفاة التي لازالت المرأة عندهم برميل نفط اسود متدحرج امام المتفرجين. فحضاراتنا اقدم من حضارات الاخرين. وانتم اعلم بها وعلى اليقين.
نريدك ان تقول لاوباما الامين، نحن نرحب بالمواثيق المتكاقئة معكم لا بمعاهدات الحماية،وجيوش المعتدين، وفرق الحماية القاتلة للعراقيين،والشركات الوهمية التي بناها الكثير من الخائنين في غفلة الدولة والقانون،الذين سرقوا اموال الشعب وهم الان في جحورهم من القانون خائفين،تطاردهم عدالة السماء قبل قوانين المحاسبة للمواطنين ، فالعراق كان مستقلا قبل الاخرين،فلا بيروقراطية ولا طائفية ولا محاصصة وظيفية ولا انتخابات على القائمة، بل على الشخص والكفاءة والسلوك واخلاص الوطن والمواطنين. ومن تثبت عليه الادانة يجب ان يقدم لقفص المتهمين ،وما أنتخابات القائمة الا دكتاتورية مغلفة بثوب الديمقراطية المبهمة التي يتمسك بها المنهزمون اليوم امام حقوق المواطنين.
قل آوباما الصادق الكبير:نريد منك اليوم مساندة لنا لمحاسبة السارقين للوطن والفاسدين والمفسدين لنبني دولة المؤسسات للعراقيين،فلا تمنحوهم حماية ولو كانوا من المتجنسين فهم ليسوا أكثر شأنا من العراقيين الاخرين.
قل لاوباما الرحيم،نريد منك تعاونا علميا وتكنولوجياً لمختلف العلوم والصناعات لنغرف من علومكم وتقدمكم الكثير،نريد تعاونا جامعيا معكم،نريد منكم طيراناً مباشرا بيننا لكل المواطنين،ليسهل الاتصال بيننا مثل كل الاخرين. ولتبقى رمزا لنا ولكم عند العراقيين.،فنحن اصبحنا بالمعيار الحقيقي دولتين صديقتين قولا وفعلا امام الشعب العراقي الذي يحبكم ويريدكم لا الاخرين،فالعراق احسن لكم من كل المتخلفين،ففيه العلماء والخبراء المخلصين.
نريد منك ان تقول لاوباما الفريد: ان أقليم الشمال مثل الاقاليم وهو جزء لا يتجزء من عراق العراقيين ،فالتغيير جاء من اجل وحدة العراق لا من اجل تجزئته خدمة للمصلحيين ،وللاكراد حقوقهم مثل العراقيين فهم لا يتميزون عن اقاليم الجنوب والوسط والغرب والشرق بوحدة سرمدية لا تفصلها عقول الانفصاليين،وكن قويا ثابتا يا مالكي فالكثير ممن تحسبهم اسودا فهم والله نمور من ورق تجاه الحق وحقوق المواطنين.
ولكن بالمقابل، سيقول لك آوباما العالم الكبيربعد ان يحضر لك كل مستشاريه المتفيهقين: اسمع يا مالكي ،نحن نعرف عما يدور في وطنكم من التهاون والتمييز في حقوق العراقيين،فلا مساواة حقيقية عندكم في القانون والتعيين،فالمحاصصة والطائفية لازالت في دولة العراقيين،والكثير من الفاسدين والمفسدين،يسرحون ويمرحون تحت سمعكم وبصركم آمنين ،ولا ندري لماذا تتمسكون بها وبهم رغم علمكم بخطرها على دولتكم والمواطنيين؟ نحن نعلم ان الثروة تبعثر ،والامن مهزوز، والمهجرين ،والمسجونين،والارامل والايتام والمقتولين،لازالوا بلا حل ،فأين جهودكم الحقيقية في الترميم؟ احضر معك لكل سؤال جواب ان تمكنت منه،فهم يعرفون كل التفاصيل. فهل ستكون مستعدا يا مالكي للاجابة بأمتياز امام السائلين؟
ونحن العراقيون يا سيادة رئيس الوزراء: نريد منك سفارات تليق بالعراقيين وسفراء من المؤهلين، ووفودا تفاوض من الكفاءات المخلصين،لتحقيق حقوق العراقيين . وقوانين تطبق بعدالة الله والمؤمنين،ان ما رأيناه من وفود التفاوض لهو نقطة سوداء في تاريخ العراقيين.فلا تجعل وفود الدولة تهرول وراء الاخرين ،فلقد دُمر المواطن العراقي معنوياً من جراء تدني الممثلين،وخاصة في مفاوضات الحدود والبند السابع المشئوم والتعويضات الملفقة على العراقيين. وما اختيار التآلف العراقي لبعض نواب مجلس الامة الا نوذجا صارخاً للاعتداء على حقوق التمثيل والانتخاب للعراقيين.
نريد منك ان تقول للعراقيين هنا في واشنطن انكم كلكم ابناء الوطن لافرق بين واحد واخر في القوانين.فالدولة ليست ملكاً لاحد بل لكل العراقيين ،وهذا ما نأمله ان نسمعه منك امام العراقيين.
نريد منك تفسيرا لانتهاك حقوق العراقيين من قبل بعض المسئولين الذين اختلسوا اموال العراقيين الامريكيين في شركات وهمية ادعوا فيها توظيفها في العراق فكانت وهما من اوهام السراق والمتطفلين. فهل سنسمع منك ما يطمئنهم على حقوقهم المغتصبة من قبل الهاربين؟
ولا نريد ان نطيل ففي الجعبة الكثير،لكننا نرجوان نرى ونسمع منك هنا في واشنطن كل جديد ساعتها ستكون معك من المنتظرين؟.
وفي الختام نقول ان الله يهدي الى كلِ رشاد،