الاحزاب الكردية ، ورم سرطاني يجب .... !
كتابات - هادي الحسيني
التصريحات الاخيرة التي جاءت على لساني مسعود ونيجرفان البارزاني خلال الايام القليلة الماضية والتي تلت عملية انسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية في التصعيد حول ما يسمى المناطق المتنازع عليها وتشبثهم بالمادة 140 المنتهية الصلاحية ، فيما تسعى الاحزاب الكردية منذ سقوط نظام البعث وحتى اليوم الى زعزعت الاوضاع داخل العراق ، فليس من صالح الاكراد استقرار الوضع الامني في مدن العراق كافة ! لهذا نجدهم دائما يفتعلون الازمات وبطريقة اقل ما يقال عنها غبية ! والاكراد عامل مهم في تموين العمليات الارهابية داخل مدن الموصل وكركوك وديالى ، ولعل تفجيرات الكنائس التي افتعلوها جاءت كرسالة واضحة لتهجير المسيحيين من مناطقهم !
فتفجيرهم للازمة الاخيرة حول الكثير من القضايا العالقة وبخاصة مسألة كركوك وتعجيلهم بالتصويت على دستور مخالف بالكامل للدستور العراقي وتآمرهم مع القوائم الاخرى من اجل الضغط على الحكومة العراقية حتى تسلم لهم كركوك على طبق من ذهب ! وكركوك المسكينة التي تآمر عليها الاكراد منذ سقوط النظام وحتى اليوم بتشريد سكانها ومواطنيها الاصليين من التركمان والعرب والكلد اشوريين ومصادرة بيوتهم واموالهم بطريقة اشبه ما تكون قذرة الى ابعد الحدود ! وجلب عشرات الالاف من اكراد ايران وتركيا واسكانهم بدلا من سكان المدينة الاصليين ، كذلك تزوير الاكراد للانتخابات في المدينة بطريقة فاضحة ، والسكوت الذي رافق كل تلك العمليات من قبل الحكومات العراقية التي تعاقبت على السلطة منذ التاسع من نيسان عام 2003 وحتى هذا الوقت قد اعطى غطاءً شرعياً للاحزاب الكردية التي قامت بسرقة العاصمة العراقية بغداد بطريقة خرافية ! والذي يذهب لزيارة العاصمة ويتجول قليلا فيها سيصاب بالدهشة من سرقات الاحزاب الكردية لقصور وعمارات تقع على نهر دجلة وخاصة منطقة الكرادة وثمة مناطق كثيرة اخرى صادرتها تلك المليشيات الكردية وقطعت كل الطرق التي تؤدي اليها !
وكان من الخطأ الكبير ان يتسلم الاكراد مناصبا كبيرة داخل الدولة العراقية لانهم يعتبرون انفسهم غير عراقيين ، ثم لديهم حكومتان واحدة في السليمانية واخرى في اربيل ولديهم رئيس وزراء ورئيس اقليم ووزراء وهلم جرا . وحتى العلم العراقي فهم لا يعترفون به وان طموحاتهم تختلف عن طموحات العراقيين جملة وتفصيلاً ! ومن المعروف للجميع ان الاحزاب الكردية تتسم بدكتاتورية قل ما نجدها في حكومات ورؤساء في العالم ، كذلك فهم مراوغون من الدرجة الاولى حيث ان جلال الطلباني على سبيل المثال كان قبيل سقوط النظام يجتمع في لندن مع فصائل المعارضة العراقية ، وفي نفس الوقت يبرم الصفقات الواحدة بعد الاخرى مع نظام صدام ليحصل على الاموال والاسلحة وقدماً فقد ابرم العديد من الصفقات مع ذلك النظام والتي مكنته من القضاء على انصار الحزب الشيوعي العراقي في بشتاشان وهي واحدة من افضع المجازر التي شهدها التاريخ الحديث !
وبما ان كردستان العراق هي محمية امريكية منذ عام 1991 وحتى الان ، ولا فضل للاحزاب الكردية بالسيطرة عليها وعزلها عن النظام الصدامي ، وبما ان محافظات العراق الوسطى والجنوبية وقسم من الشمالية تمّر بمعضلة الارهاب منذ سنوات فيتوجب على السياسيين العراقيين العرب ان يتفقوا ليشكلوا حكومة الوحدة الوطنية بعيدا عن الاكراد لردع الارهاب في مناطق العراق كافة وضربه بقوة وبسرعة فائقة عند ذاك سوف يتعافى العراق ..
وكركوك التي يمثلها سركون بولص وجان دمو ومؤيد الراوي وفاضل العزاوي والاب يوسف سعيد واخرين ممن حملوا كركوك في قلوبهم دون اي تفرقة بين طوائفها وقومياتها ، هي ليست كركوك التي تطالب بها احزاب الطالباني والبارزاني وهم يعلمون جيدا ان تعداد 1957 وبعيدا عن وجود صدام قد اقر الغالبية العظمى للتركمان والعرب ، فما بالنا اليوم ومنذ سنوات والاكراد يجولون ويصولون في كركوك لتكريدها بشتى الطرق ، واعتقد ان تلك المدينة العراقية والتي هي عبارة عن عراق مصغر سوف تنتفض بكل قوة وعنفوان على الذين تآمرون عليها الان بطرق كثيرة لطمس هويتها العراقية !
ان الاحزاب الكردية التي اشتد عودها بعد سرقاتها لثروات العراق النفطية وسرقاتها لمعدات الجيش العسكرية بعد عملية السقوط ولعلمها بضعف حكومة بغداد ، فتحاول ان تستخدم القوة العسكرية المتمثلة بالبيشمركة بسياسة لي الاذرع ، والمشكلة ان الحكومة لا تحرك ساكناً ، فالحل الامثل الذي يجب ان تتخذه القوى السياسية العراقية داخل البرلمان العراقي هو طرد الاحزاب الكردية من العاصمة بغداد وارجاعها الى ما كانت عليه قبل عام 2003 ، خاصة وان هذه الاحزاب تتسلم مناصبا عليا داخل الدولة العراقية وهي كثيرة ، فما ان ينسحب البساط من تحتهم عندها من المؤكد سيعودوا الى رشدهم بعد ان يعرفوا كيف ستتعامل معهم دول الجوار بالقمع والاهانة المستمرة ، ان الاحزاب الكردية هي عبارة عن ورم سرطاني داخل الجسد العراقي يجب استئصاله !!