السيد زمن المحنّة صاحب السمو / المؤسس و المدير
التحصيل الدراسي : تربية رياضية الوظيفة : اعلامي الهواية : رياضة عدد الرسائل : 306 العمر : 44 الموقع : https://iraqson.ahlamontada.net/ نقاط : 592 تاريخ التسجيل : 08/04/2008
| موضوع: في فضائل الاخلاق ورذائلها الجمعة أبريل 18, 2008 10:10 pm | |
| <H2 dir=rtl style="MARGIN: auto 0in">(في فضائل الاخلاق و رذائلها)
فضائل الاخلاق من المنجيات الموصلة الى السعادة الابدية، و رذائلها من المهلكات الموجبة للشقاوة السرمدية، فالتخلي عن الثمانية و التحلي بالاولى من اهم الواجبات. و الوصول الى الحياة الحقيقية بدونهما من المحالات، فيجب على كل عاقل ان يجتهد في اكتساب فضائل الاخلاق التى هي الاوساط (1)
المثبتة من صاحب الشريعة و الاجتناب عن رذائلها التي هي الاطراف، و لو قصر ادركته الهلاكة الابدية، اذ كما ان الجنين لو خرج عن طاعة ملك الارحام المتوسط في الخلق لم يخرج الى الدنيا سويا سميعا بصيرا ناطقا كذلك من خرج عن طاعة نبي الاحكام المتوسط في الخلق لم يخرج الى عالم الآخرة كذلك.
«و من كان في هذه اعمى فهو في له افاضة الصحة، و الثوب ما لم ينق عن الاوساخ لم يقبل لونا من الالوان، فالمواظبة على الطاعات الظاهرة لا تنفع ما لم تتطهر النفس من الصفات المذمومة كالكبر و الحسد و الرياء، و طلب الرياسة و العلى و ارادة السوء للاقران و الشركاء، و طلب الشهرة في البلاد و في العباد، و اي فائدة في تزيين الظواهر مع اهمال البواطن، و مثل من يواظب على الطاعات الظاهرة و يترك تفقد قلبه كبئر الحش (3) ظاهرها جص و باطنها نتن، و كقبور الموتى ظاهرها مزينة و باطنها جيفة، او كبيت مظلم وضع السراج على ظاهره فاستنار ظاهره و باطنه مظلم، او كرجل زرع زرعا فنبت و نبت معه حشيش يفسده فامر بتنقية الزرع عن الحشيش بقلعه عن اصله فاخذ يجز راسه و يقطعه فلا يزال يقوى اصله و ينبت، فان الاخلاق المذمومة في القلب هي مغارس المعاصي فمن لم يطهر قلبه منها لم تتم له الطاعات الظاهرة، او كمريض به جرب و قد امر بالطلاء ليزيل ما على ظهره و يشرب الدواء ليقلع مادته من باطنه فقنع بالطلاء و ترك الدواء متناولا ما يزيد في المادة فلا يزال يطلي الظاهر و الجرب يتفجر من المادة التي في الباطن.
ثم اذا تخلت عن مساوىء الاخلاق و تحلتبمعاليها على الترتيب العلمي استعدت لقبول الفيض من رب الارباب، و لم يبق لشدة القرب بينهما حجاب، فترتسم فيها صور الموجودات على ما هي عليها، على سبيل الكلية اي بحدودها و لوازمها الذاتية لامتناع احاطتها بالجزئيات من حيث الجزئية، لعدم تناهيها، و ان علمت في ضمن الكليات لعدم خروجها عنها، و حينئذ يصير (4) موجودا تاما ابدي الوجود سرمدي البقاء، فائزا بالرتبة العليا، و السعادة القصوى، قابلا للخلافة الالهية و الرئاسة المعنوية، فيصل الى اللذات الحقيقية، و الابتهاجات العقلية التي ما راتها عيون الاعيان، و لم تتصورها عوالي الاذهان.
[size=16]الآخرة اعمى و اضل سبيلا» (2) .
ثم ما لم تحصل التخلية لم تحصل التحلية و لم تستعد النفس للفيوضات القدسية، كما ان المرآة ما لم تذهب الكدورات عنها لم تستعد لارتسام الصور فيها، و البدن ما لم تزل عنه العلة لم تتصور [/size]</H2> | |
|