هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديــــــــــــــــــــــــات أبنـــــــــــاء العــــــــــــــــــــــــراق الصــــــــــــــــــــــــــــــابر / منتديات عامة متنوعة علمية ثقافية ترفيهية
الموصل.. مدينة تغمست بأريج التاريخ وتنفست عبق الحضارة
كاتب الموضوع
رسالة
السيد زمن المحنّة صاحب السمو / المؤسس و المدير
التحصيل الدراسي : تربية رياضية الوظيفة : اعلامي الهواية : رياضة عدد الرسائل : 306 العمر : 44 الموقع : https://iraqson.ahlamontada.net/ نقاط : 592 تاريخ التسجيل : 08/04/2008
موضوع: الموصل.. مدينة تغمست بأريج التاريخ وتنفست عبق الحضارة السبت يناير 24, 2009 11:54 am
الموصل.. ام الربيعين مدينة تغمست بأريج التاريخ وتنفست عبق الحضارة وهي ثاني مدن العراق بعد العاصمة بغداد التي تقع الى شمالها بـ465 كيلومترا، وهي مدينة عريقة اتصفت بلطف مناخها وجمال طبيعتها الخلابة وموقعها الذي يغلب عليه التلال والاراضي المرتفعة التي تتخللها الوديان. الزائر لهذه المدينة الجميلة يشعر منذ الوهلة الاولى التي تطأ قدماه أرضها انه في مدينة متفردة في كل شيء قياسا الى بقية المدن العراقية فعمارتها اتسمت بخصائص إكتسبتها من طبيعة الارض والمناخ الذي يسود المدينة
فمن محطة القطار التقليدية التي ظل تطويرها بطيئا حتى باتت كانها واحدة من أبنية المتاحف التاريخية الى مركز المدينة في منطقة الدواسة العامرة التي تزدحم بها الفنادق والمطاعم والمحلات والمقاهي التي اتخذ بعضها موقعه في الدور الثاني ليطل زبائنه الذين يستخدمون الشيشة (النارجيلة) على حركة الشارع ومحاله العامرة. اسواق عامرة واذا إستمررت في جولتك في هذه المدينة فانك ستصل الى منطقة السرج خانة وهي سوق تجارية مكتظة بالمحال التي تعرض كل شيء المنسوجات والادوات المنزلية والمفروشات وعبثا تجد لك محطا لقدميك من شدة الازدحام الذي تكتظ به محال ملابس وزينة العرائس. والموصل الحديثة تضاهي المدن المتقدمة بفضل ثقافة ابنائها وتتصف شوارعها بالسعة والنظافة والترتيب وأشهرها شارع نينوى الذي يقسم المدينة وهو يمتد من شرقها الى غربها وشارع الفاروق الذي يمتد من شمال المدينة الى جنوبها في الساحل الايمن ايضا وهناك شوارع اخرى مكملة لهذين الشارعين وشوارع حديثة في الساحلين الايمن والايسر انشأت بعد توسع العمران في المدينة ومما تشتهر به الموصل حمامات المياه المعدنية التي يقصدها الناس للاستشفاء من بعض الامراض الجلدية من داخل الموصل وخارجها. باقة ورد ملونة وقد يحس الزائر لمدينة الموصل انه ازاء باقة من الورد وقد تعددت الوانه واشكاله فهذا النسيج الاجتماعي لمدينة الموصل وقد بدا بأبهى صور التآخي والانسجام والوحدة الصميمية التي تستند الى عمق جذور المحبة ووشائج المودة التي نسجت على مر العصور والازمنة فجعلت هؤلاء الناس من عرب وكرد وتركمان واشوريين وكلدان وشبك يعيشون في بوتقة واحدة جمعتهم المواطنة وصهرتهم مدينتهم العريقة في واحدة من اروع صور المحبة والتآخي والانسجام حتى بات حزنهم واحداً وفرحهم واحداً ايضا. وحينما سألنا عن ارتفاع موقع مدينة الموصل القديمة علمنا ان نشأة مدينة الموصل كانت عبارة عن قلعة أوحصن لنينوى في الساحل الايمن من نهر دجلة وان جذورها تعود الى عام 1080 قبل الميلاد عندما اتخذت السلالة العراقية الاشورية مدينة نينوى عاصمة لها على دجلة وهي تقع في الضفة الشرقية من الموصل الحالية وقاموا بتحصين نينوى واقاموا حولها القلاع ومنها قلعة في الجهة الغربية من دجلة تقابل مدينة نينوى، وتقع هذه القلعة فوق تل (قليعات ) الحالي وصارت هذه القلعة نواة لمدينة الموصل، وقد ساعدت مناعة الموقع وخصب السهول المجاورة لها وقربها من دجلة ووقوعها على طريق رئيسة تصل بين طرفي الهلال الخصيب على جذب الناس واستقطابهم للسكن حول هذا الحصن. عناق الطبيعة والحضارة في الموصل يتعانق جمال الطبيعة مع عبق الحضارة فاين تتجه تبدو لك معالم التاريخ العريق لهذه المدينة الجميلة حتى باتت الموصل والتاريخ توأمان لاينفصلان فهذا سور نينوى الذي تبدو معالمه واضحة وهذه بقايا واثار مكتبة اشور واذا أردت ان تتعرف عن كثب عن عراقة هذه المدينة فعلينا زيارة متحف الاثار الذي يعد بحق واحداً من ابرز معالم وصروح المدينة فالمتحف الذي شيدت بنايته الانيقة عام 1970 بمساعدة مؤسسة كولبنكيات وهي تتوسط مركز المدينة. ويضم المتحف اربع قاعات عرض فيها نماذج كبيرة من تطور حضارة مابين النهرين ومنذ اقدم العصور للحضارة السومرية والاكدية والاشورية والبابلية والاسلامية وقد إزدانت هذه القاعات بتماثيل الملوك والالهة والحلي والاواني الفخارية وقلائد الذهب والفضة والة الحرب الشهيرة التي تجسد قوة ورقي حضارة سكان وادي الرافدين. معالم حضارية ودينية وتفخر الموصل بجامعتها العتيدة التي تشمخ ابنيتها في الساحل الايسر حيث تعد واحدة من اهم معالم المدينة وصروحها الحضارية. وتكنز الموصل على كم هائل من المعالم والمناطق التاريخية والدينية وفي مقدمتها جامع النبي يونس (ع)الذي يقع في الجهة الشمالية الشرقية من نهر دجلة فوق تل النبي يونس (ع)وقد ذكر ان الزهاد والنساك كانوا يأوون اليه وقد عرف ايضا باسم مسجد التوبة وقد عثر عام 767هـ على قبر النبي يونس(ع)لذا سمي بجامع النبي، كما يعد الجامع النوري الكبير الواقع وسط مدينة الموصل واحداً من ابرز المعالم الدينية ايضا فقد انشأ عام 566 ـ 568 هـ أهم اثر باق في الجامع منارته التي يبلغ ارتفاعها من 52 ـ 54 مترا وقد صاحب هذه المنارة ميلا وتحدبا وعدت مجموعة من الجهات المتخصصة باجراء ترميمات وصيانة عليها، وتم ايضا بناء مرقد للنبي شيت(ع)واقيم ايضا جامع للصلاة سمي جامع النبي شيت(ع)عام 1206 فضلاً عن الجامع الاموي الذي يقع في الجهة الشمالية الشرقية من المدينة القديمة وقد بني في عهد الخليفة عمربن الخطاب (رض) عام 16هـ ـ 637 ولم يبق من اثاره المهمة سوى صدر المحراب والعقد الذي يعلوه. وتشمخ بناية الكنيسة الطاهرة القديمة في محلة حوش الخان، بمعالمها المشهودة وعمارتها الرائدة بعد ان جرى تجديدها عام 744هـ ورممت في الثلاثينات ولم يبق منها الا القليل منها الباب الملوكي والباب الخارجي وقد اضيف اليها معبد برز بجانبها وكان يدعى معبد مار يعقوب وعدد من الكنائس هي كنيسة سيد الاثقال وكنيسة الشهيدة مكنته وكنيسة الارمن واللاتين ودير الشيخ مكي شرقي الموصل ودير مادكوركي. الغابة والشلالات ومن المناطق السياحية الجميلة التي كانت تكتظ بالعوائل الموصلية ايام الجمع والاعياد والمناسبات هي غابة الحدباء الواقعة في طرف المدينة الشمالي مطلة على نهر دجلة حيث تغطي مساحة واسعة وقد اقيمت فيها عدداً من البيوت السياحية التي يقصدها العرسان والسياح لقضاء اوقات ممتعة وسعيدة. وكذلك يعد متنزه الشلالات واحداً من رئات المدينة التي تتنفس منها الموصل ويقع على طريق الشيخان الرئيس ويبعد نحو عشرة كيلومترات وقد ازدانت المدينة ايضا بعدد من النصب والتماثيل ياتي في مقدمتها تمثال الشاعر العربي الكبير ابي تمام الذي يشمخ في ساحة الحرية بالقرب من جسر الحرية في الجانب الايمن للمدينة وهو حبيب بن اوس الطائي والذي ولد في احدى قرى الموصل ثم ذهب الى مصر فاقام بها خمس سنوات القى خلالها الادب والشعر على شعرائها وادبائها ثم عاد الى دمشق ومنها انتقل الى حمص، وتمثال الملا عثمان الموصلي. اما جسور المدينة الخمسة التي تربط جانبيها الايسر والايمن فانهما قد تحولا بحكم الاحداث التي تشهدها مدننا العراقية من نعمة لربط المدينة واختصار الوقت الى نقمة جعلت سكان المدينة يضيقون ذرعا بعملية اغلاقها المتكررة من قبل الجهات الامنية ما يسبب الاحراج والارباك ويحول من دون تنقل الموظفين والمواطنين وخاصة في اوقات الذروة من النهار.
الموصل.. مدينة تغمست بأريج التاريخ وتنفست عبق الحضارة