نتيجة لاهمية عصر الظهور و ما سينتج عنه من تغيير عالمي اشارت الروايات الى ملامح شخصياته التي سيكون لها الدور الفاعل و المؤثر في الاحداث قبل الظهور المبارك و سواء كانت هذه الشخصيات لها دور ايجابي او يلبس اتجاه الامام المهدي عج و من هذه الشخصيات الخرساني و الذي يمكن ان نفهم بعض ملامح هذه الشخصية ( او التيار ) من خلال ما صرحت به الروايات فعن الامام الباقر ع ( خروج السفياني و اليماني و الخرساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم احد نظام كنظام الخرز يتبع بعضها بعضا فيكون البأس من كل وجه و يل لمن ناواهم و ليس في الرايات اهدى من راية اليماني هي راية هدى لانه يدعو الى صاحبكم فاذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس و كل مسلم واذا خرج اليماني فانهض اليه فان رايته راية هدى و لا يحل لمسلم ان يلتوي عليه فمن فعل فهو من اهل النار لانه يدعو الى الحق و الى طريق مستقيم ) ، و يمكن ان نفهم من هذه الرواية :
1. ان دلالة كلمة ( الخرساني ) تشير الى نسب هذه الشخصية او التيار هو من خرسان ( اي ايران ) او ارتباطه معها او كلا الامرين معا .
2. ان الخرساني يسعى للسيطرة على مقاليد الحكم لانه يتسابق مع السفياني الذي يسعى هو الاخر للسيطرة على العراق اما سعيه للسيطرةعلى الكوفة فلانها مركز مهم لشيعة اهل البيت عليهم السلام لقدسيتها و لوجود الحوزة العلمية الشريفة و بالتالي السيطرة على مركز القرار و الاستحواذ على السواد الاعظم من موالي اهل البيت ع فعن الامام الباقر ع ( حتى يخرج عليهم الخرساني و السفياني هذا نم المشرق و هذا من المغرب يستبقان الى الكوفة كفرسي رهان ) فمن الرواية يتضح شدة سعي الخرساني للسيطرة على الكوفة .
3. سوف يستخدم الخرساني في سعيه للسيطرة على الكوفة الدعوة الى ال محمد ع و وسيلة لبلوغ هدفه و بالتالي سيحوز في باديء الامر قسم من موالي اهل البيت لانه سيكون في مراحله الاولى ندا للسفياني الذي سينتصر بالنهاية و يفرض سيطرته على العراق و الكوفة .
4. ان حركة الخرساني ستكون باتجاه الكوفة بدل بغداد التي هي مركز السلطة في العراق ومقر السفياني و لكن هذا الامر لايمنع السفياني من منافسة الخرساني و اليماني على الكوفة و بالتالي بسيطرته عليها .
5. لما كان السفياني الذي يسعى للسيطرة على العراق سوف يستخدم كل الوسائل الممكنة من اجل تحقيق اهدافه فالمنافس له ( الخرساني ) سيستخدم نفس الوسائل و منها استخدام السلاح الذي لا يعتمده اليماني بل سوف يحرم استخدامه بسبب ازهاق نفوس الابرياء جراء هذا التنافس على السلطة ( اذا خرج اليماني حرم بيع السلاح ) .
6. ان هناك فراغ سياسي سيسمح لدخول الخرساني من الشرق و السفياني من الغرب اضافة لعدم الاستقرار الامني داخل العراق بسبب صراع هذه الاطراف على السلطة .
7. لما كانت الرواية السالفة تشير الى ان الاتجاه الحق و الصحيح في هذا الصراع هو اليماني ( كما عبرت عنه الرواية ) و صرحت بان الملتوي عليه و الذي لا يتبعه و بسلك منهاجه فهو من اهل النار و هذا يشمل كل منازع لليماني بما فيهم السفياني و الخرساني كما سمعنا من الرواية اللذان سيسابقان اليماني للسيطرة على الكوفة و اليماني هو احق من غيره بالسيطرة عليها لان رايته راية هدى و يدعو الى الحق و الى طريق مستقيم .
8. ان وجود اي شخصية من هذه الشخصيات الثلاثة ( اليماني و السفياني و الخرساني ) في الساحة العراقية يشير الى وجود الشخصيتين الاخرتين لانهم حسب ما نصت عليه الرواية سيخرجون في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد .
9. ان هناك راية تقدم من خرسان ايضا و لكن خروجها سيرافق دخول الامام المهدي عج الى العراق و يكون على رأسها قائدا يسمى شعيب بن صالح و هذا القائد سوف ينصر الامام المهدي عج في بداية ثورته و لكن هذا كما اسلفنا يحدث بعد الظهور اما الخرساني الذي اشارت اليه الرواية فهو قبل الظهور فعن الامام الصادق عليه السلام قبل قيام القائم عج خمس علامات محتومات اليماني و السفياني ..... ).
10. من خلال الاخبار التي توضح سيطرة السفياني على العراق و القضاء على جميع منافسيه بما فيهم الخرساني و اليماني ، يتضح لنا تلاشي دور الخرساني و انصاره داخل العراق بحيث لا يكون ندا للسفياني في المستقبل .