الدورة الثالثة 1938 باريس -فرنسالم يكن يعرف الفرنسيون أنهم سيحققون نتائج متواضعة في البطولة الثالثة لكأس العالم وإلا لما استضافوها.. فقد جاءت نتائج الفريق الفرنسي بعيدة كل البعد عن الآمال التي بنتها الجماهير الكروية هناك فخرج فريقها خالي الوفاض من المراكز الأربعة الأول.. لقد لازم الفريق الفرنسي سوء الحظ في جميع مبارياته في هذا الكرنفال حتى يومنا هذا فالكرة الفرنسية ساحرة إلا أنها لم تسجل حضورا متميزا في الساحة الدولية.. وفي هذه البطولة واصل الطليان، إبداعهم وحققوا اللقب للمرة الثانية على التوالي وعقب المباراة النهائية التي جمعت المنتخب الإيطالي بالمنتخب المجري قال مدرب الأبطال فيتوري بوزو: لقد ردينا اليوم على كل مشكك وأكدنا بأن إيطاليا قادرة على تحقيق اللقب سواء نظمنا البطولة أو لم ننظمها.. وقد أسفرت المباراة النهائية عن فوز المنتخب الإيطالي بأربعة أهداف مقابل هدفين للمنتخب المجري الذي بعتبر الأفضل في هذه البطولة استنادا إلى النتائج التي حققها خلال المراحل الأولية سجل لإيطاليا تولوسي هدفين وبيولا هدفين في حين سجل للمجر تيتكوس وساوزي.. وكان المنتخب الإيطالي قد واجه منتخب البرازيل في المباراة قبل النهائية واستطاع الفوز بهدفين لهدف.. أما المجر فقد تغلبت على السويد بخمسة أهداف لهدف.
وفي مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع تمكنت البرازيل من الفوز على السويد بأربعة أهداف لهدفين أيضا.
أحداث ونتائج من الدورة :- اشتركت في هذه البطولة 15 فريقاً هي: (ألمانيا)، (سويسرا)، (فرنسا)، (بلجيكا)، (البرازيل)، (بولندا)، (تشيكوسلوفاكيا)، (هولندا)، (كوبا)، (رومانيا)، (إيطاليا)، (النرويج)، (المجر)، (جزر الهند الشرقية)، (السويد). .
- وفازت (إيطاليا) بالبطولة للمرة الثانية على التوالي وذلك بعد تغلبها على فريق (المجر) العتيد بأربعة أهداف مقابل هدفين.
-البرازيلي ليونيداز حصل على لقب الهداف برصيد ( 8 ) أهداف أعقبه في الترتيب المجري زينقلر برصيد (7) أهداف .
-أسرع هدف سجل في الثانية (35) عن طريق اللاعب السويدي ناليرن أمام المجر .
-سجل المجريون أعلى رصيد أهداف في البطولة حيث أحرزوا (15) هدفا.
-سجل في البطولة الثالثة (84) هدفا بمعدل (67،4) أهداف في كل مباراة.
-اعتبر مدرب فريق ايطاليا فيتوريو بوزو كافضل مدرب فيما يتعلق بوضع التكتيكات التي تتعلق بتوزيع لاعبي فريقه على ارض الملعب والخطط التي يجب ان يلعبه.كما اعتبر فريقه افضل من لعب دون انانية .
-وكان إجمالي الحضور قدر بحوالي (483000) مشجع بمعدل (26833) مشجعا في كل مباراة .
أما حضور النهائي فقد قدر بحوالي (55000) مشجع.
طرائف وغرائب من الدورة:-سجل التاريخ أن بطولة 1938م هي أول بطولة لا يحرزها الفريق صاحب الملعب، بعد أن فازت (أورجواي) ببطولة 1930م، و(إيطاليا) ببطولة 1934م وكلتا البطولتين على أرض كلا الفريقين.
- كعادة الفريق (الإيطالي) استعان بلاعبين من أصل غير إيطالي وبالتحديد من (أمريكا) اللاتينية، ولكن لأن أجدادهم من أصل إيطالي، أعطتهم (إيطاليا) الجنسية!!
- كان المارد (البرازيلي) النائم، هو أقوى فرق البطولة، ومع ذلك لم يفز بها، وكأنه بهذا يحذر فقط ويعلن عن وجوده تمهيداً لدوره القادم!
- انسحبت (أسبانيا) من البطولة بسبب الحرب الأهلية التي نشبت بها!
- كذلك (النمسا) انسحبت أيضاً ولكن لسبب آخر، وهو استيلاء (ألمانيا) عليها واحتلالها، وبالتالي جرح كرامتها !!
- كانت نتائج فريق (كوبا) غاية في الطرافة والغرابة، فبعد أن تعادلت مع فريق (رومانيا) الجيد 3/3، أعيدت المباراة مرة أخرى؛ لتفوز (كوبا) بها بنتيجة 2/1، لكن الغريب أن (كوبا) في المباراة التالية أمام (السويد) ، انهزمت بثمانية أهداف نظيفة.. وخرجت من البطولة غير مأسوف عليها !!
- أكبر نتيجة لمباراة في الدورة كانت مباراة (البرازيل) ، و(بولندا) ، وانتهت بفوز (البرازيل) بستة أهداف مقابل خمسة للمنتخب (البولندي) 6/5 .
نتائج الدورة:دور الـ 16:
ايطاليا × النروج 2/1 بالتمديد
فرنسا × بلجيكا 3/1
البرازيل × بولندا 6/5 بالتمديد
تشيكوسلوفاكيا × هولندا 3/0 بالتمديد
المانيا × سويسرا 1/1 بالتمديد
سويسرا × المانيا 4/2 (اعادة)
هنغاريا × جزر الهند 6/0
كوبا × رومانيا 3/3 بالتمديد
كوبا × رومانيا 2/1 (اعادة)
الدور الربع نهائي :
ايطاليا × فرنسا 3/1
البرازيل × تشيكوسلوفاكيا 1/1 بالتمديد
البرازيل × تشيكوسلوفاكيا 2/1 ( اعادة)
هنغاريا × سويسرا 2/0
السويد × كوبا 8/0
الدور نصف نهائي :
ايطاليا × البرازيل 2/1
هنغاريا × السويد 5/1
مباراة المركز الثالث :
البرازيل × السويد 4/2
~ نهائي مونديال 1938 ~ ~ المباراة: ايطاليا - المجر 4-2
~ تاريخ اقامتها: 19 يونيو 1938
~الملعب: باريس (فرنسا)
~ الجمهور: 55 الف متفرج
~ الحكم: الفرنسي جورج كابدوفيل
~الاهداف:
~ايطاليا: كولوسي (5 و35) وبيولا (16 و82)
~المجر: تيتكوس (7) وساروزي (70)
~ التشكيلتان:
~ ايطاليا: اوليفييري- فوني ورافا وسيرانتونتي واندريولو ولوكاتيلي وبيافاتي ومياتزا وبيولا وفيراري وكولوسي.
~ المدرب: بوتزو
~ المجر: تشابو- بولغار وبيرو وتشالاي وشوسيتش ولازار وساس وفينتس وساروزي وتشينغلر وتيتكوس.
~ المدرب: شافر
اقيمت المباراة النهائية على ملعب "كولومب" في باريس وكانت ايطاليا تسعى الى ان تصبح اول دولة تحرز اللقب خارج ارضها بعد ان توجت على ارضها في النسخة الاخيرة اثر تغلبها على تشكوسلوفاكيا 2-1 بعد التمديد. وصبت جميع الترشيحات في مصلحة المنتخب "الازرق" مع العلم ان معظم اللاعبين الذي احرزوا اللقب الاول لم يكونوا موجودين، لكن المنتخب كان يضم في صفوفه احد افضل نجوم الدورة وهو سيلفيو بيولا، بالاضافة الى القائد مياتزا. ولم يكن بيولا يجيد التهديف بقدميه وبرأسه فقط بل كان صانع العاب حاذقا، وكان يستطيع فرض نفسه في خط الوسط لكن المدرب الايطالي الشهير فيتوريو يوتزو كان في حاجة الى حاسة التهديف لديه. ووجد الباص الذي كان يقل اللاعبين الايطاليين صعوبة في اختراق الحشود الكبيرة التي اصطفت على الطريق المؤدية الى الملعب، فاوعز المدرب الى السائق بالعودة الى الفندق لانه لم يكن يريد ان يبقى لاعبوه جالسين لفترة طويلة قبل مباراة هامة جدا بالنسبة اليهم، قبل ان ينجح في المحاولة الثانية بالوصول من طريق اخرى. وما لبث المنتخب الايطالي ان افتتح التسجيل بواسطة كولوسي بعد هجمة رائعة على الجهة اليسرى فاطلق كرة مباشرة فشل في التصدي لها الحارس المجري شابو (5). وظن الجميع ان المباراة ستكون نزهة للايطاليين، لكن الرد المجري جاء سريعا عن طريق تيتكوس بكرة قوية من زاوية ضيقة عانقت شباك الحارس الايطالي مدركة التعادل بعد دقيقتين فقط. يذكر ان تيتكوس اصبح في ما بعد عضوا في الاتحاد المجري ثم مدربا للمنتخب الوطني. وتقدم المنتخب الايطالي مجددا عبر بيولا بعد سلسلة من التمريرات داخل منطقة الجزاء (16)، قبل ان يسجل كولوسي الهدف الثالث لايطاليا والثاني الشخصي له (35). ولعبت ايطاليا في الشوط الثاني بطريقة دفاعية للمحافظة على تقدمها، لكن الضغط المجري اثمر هدفا عن طريق قائده ساروسي فغي الدقيقة 70 ليعيد الامل الى المجر.بيد ان بيولا حسم المباراة في مصلحة منتخب بلاده عندما سدد كرة قوية بيسراه من 10 امتار مسجل الهدف الرابع قبل نهاية المباراة بثماني دقائق. واعتبر الفوز بالكأس للمرة الثانية انجازا للمدرب بوتزو الذي نجح في بناء منتخبين مختلفين وقيادتهما الى احراز اللقب، في حين نال مياتزا وفيراري شرف احراز اللقب للمرة الثانية، اما فوني ورافا ولوكاتيللي فانهم احرزوا اللقب العالمي الى جانب الذهبية الاولمبية في برلين. ولم يتمكن المنتخب الحالي وبوتزو من الدفاع عن اللقب لان الحرب وضعت اوزارها بعد عام واحد فلم تقم كأس العالم على مدى 12 عاما، حيث تنافست الدول على فرض سيطرتها على بعضها البعض وليس على المستطيل الاخضر.
الإيطاليون أبطال العالم للمرة الثانية